هل تحمي تمارين الدماغ من الاصابة بالخرف؟
يعتبر دماغ الإنسان “مركز القيادة” فهو يعمل طوال الوقت، وهو مسؤول عن الأفكار والمشاعر والأفعال. الدماغ هو العضو المركزي لجهاز العصبي ويحتوي على قرابة ٨٦ مليار خلية عصبية. ما يزال العلماء يجهلون الكثير عن الدماغ وكيفية عمله، لكن تم إطلاق العديد من المشاريع الدولية والوطنية في السنوات الأخيرة مكرسة لفهم الدماغ. وعلى رغم من ذلك الدماغ معقد للغاية لدرجة أن هذه الابحاث ستستمر للعقود القادمة.
أحد اهم الابحاث في هذا المجال والتي سنركز عليها في هذا المقال الابحاث التي تبحث بالعلاقة بين تمارين الدماغ والوقاية من الخرف.
يعاني 5.4 مليون من مرض الزهايمر، وبما أن أعداد البشر الذين تجاوزت أعمارهم 65 سنة بازدياد بتالي أعداد المصابين ستزداد.
مرض الزهايمر يسبب مشاكل بالذاكرة والتفكير والسلوك، رغم أنه من طبيعي ان تعاني من نسيان بعض الاشياء عند تقدم بالسن إلا أن الزهايمر ليس جزء طبيعي من شيخوخة.
مرض الزهايمر أكثر اشكال الخرف شيوعًا وهو مصطلح يشير إلى مشاكل بالذاكرة و التفكير، والتي تكون سيئة الى حد يؤثر على نشاطات المريض اليومية، يمثل زهايمر 60% من حالات الخرف، ويصيب الأشخاص فوق سن ٦٥ لكن في بعض الحالات قد يصيب من هم أصغر سنًا.
إقرأ أيضا:ما هي أعراض التهاب الزائدة الدودية ؟يعتقد الباحثون أنه من الممكن تأخير بداية الخرف عن طريق تمارين الدماغ، يتضمن تمرين الدماغ أنشطة تتحدى دماغ الشخص مثل الكلمات المتقاطعة و الألغاز و سودوكو وألعاب الكمبيوتر.
ما هي الادعاءات حول تمرين الدماغ و خفض خطر الإصابة بالخرف؟
ينخرط العديد في تمارين الدماغ على أمل أن الحفاظ على عقولهم نشطة قد يحميهم من الخرف أو يحسن من قدراتهم الادراكية مع تقدمهم في السن.
تعتمد فكرة تمرين الدماغ على مفهوم “استعمله أو ستخسره” (use it or lose it). وهي نظرية شائعة تنص على أنه كلما كنت تتحدى عقلك بانتظام، قلت احتمالية تعرضك للضعف الادراكي (ضعف قدرة الشخص على تذكر أو تعلم الأشياء) أو للخرف في أخر سنوات حياتك.
تعتمد هذه النظرية على الملاحظة التي أدلى بها البعض، أن الأشخاص الذين يعملون بأعمال معقدة أو الذين يشاركون بانتظام بأنشطة مثل الكلمات المتقاطعة أو الألغاز أو يتعلمون عادات جديدة طوال حياتهم، أظهروا معدلات منخفضة من الخرف.
تم تطوير ألعاب تمارين الدماغ على الكمبيوتر والتي تتحدى وظائف الدماغ مثل التذكر وحل المشكلات والاستدلال، أي المهارات التي تبطئ او تصبح سيئة عند التقدم بالعمر.
إقرأ أيضا:أسباب السعال الجاف وعلاجهما هي الدراسات التي نظرت بالعلاقة بين تمارين الدماغ والخرف؟
تنقسم الدراسات التي اهتمت بدراسة تأثير تمارين الدماغ على كبار السن الى دراسات قائمة على الملاحظة ودراسات تدخلية.
الدراسات القائمة على الملاحظة (observational studies):
تعتمد الدراسات القائمة على الملاحظة على جمع بيانات مجموعة من الأشخاص والبحث عن الارتباط بين عاملين أو أكثر.
أظهرت نتائج العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة أن الأشخاص الذين يمارسون أنشطة تحفيز الإدراك قد يكون لديهم احتمالية أقل للإصابة بالخرف والتدهور الإدراكي. تم رصد ذلك للأشخاص الذين يمارسون تمارين الدماغ في كل من منتصف العمر وعندما يكبرون بالسن.
دراسات تدخلية (interventional studies):
تطلب الدراسات التدخلية (وتسمى أحيانًا بالتجارب السريرية) من مجموعة من ناس أن يبدأوا بتعلم نشاطات جديدة وتتبعهم بمرور الوقت، لمعرفة كيف سيكون تأثير ذلك على أدمغتهم.
لم تتم أي دراسات تدخلية للبحث بتأثير بالكلمات المتقاطعة أو سودوكو على احتمالية الإصابة بالخرف أو تدهور الإدراكي (cognition risk)، لكن تم اجراء عدد من الدراسات التدخلية للبحث بتأثير ألعاب تمارين دماغ على كمبيوتر.
إقرأ أيضا:المكملات التي تعزز الجهاز المناعيواحدة من هذه الدراسات منشور في مجلة Alzheimer’s and dementia أظهرت أن تمرين “سرعة المعالجة” يقلل من خطر الإصابة بالخرف. أثناء الدراسة قسموا المشاركين الى ثلاث مجموعات بشكل عشوائي: واحدة من مجموعات تتمرن على مهارات الذاكرة اللفظية، والثانية على الاستدلال ومهارات حل مشكلات، والاخيرة على سرعة المعالجة.
في تمرين سرعة المعالجة على المشاركين التعرف على الاشياء التي تظهر أمامهم وكذلك التي تكون في محيط نظرهم. مع استمرار اللعبة كان المشاركون يحتاجون وقت أقل لتعرف على الاشياء، وواجهوا أيضًا عوامل تشتيت الانتباه على الشاشة. شهدت مجموعة المشاركين الذين تلقوا تمرين “سرعة المعالجة” انخفاض بنسبة ٢٩% من خطر الإصابة بالخرف بعد 10 سنوات.
ومع ذلك لاحظ الباحثون ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد سبب فعالية تمرين الدماغ على سرعة المعالجة على عكس أنواع التمارين الأخرى.
هل ينبغي التركيز على تمارين الدماغ للوقاية من الخرف؟
في حين انه ما يزال تأثير الألعاب الموجهة للوقاية من الخرف والزهايمر غير واضح، هناك أدلة تظهر أن حفاظ الشخص على عقله نشط و الاعتناء بنفسه جيدًا يمكن ان يساعد على المحافظة على عقله بصحة جيدة.
المحافظة على اسلوب حياة صحي مثل ( تمارين الرياضية لمدة ١٥٠ دقيقة اسبوعيًا، تناول غذاء صحي مليء بالفواكه و الخضروات و الحبوب الكاملة و البروتينات الخالية من الدهون ومنتجات الألبان) قد يعزز صحة الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك قد يساعد البقاء نشطًا عقليًا واجتماعيًا مع التقدم في العمر في الحفاظ على صحة العقل، من الأمثلة على الأنشطة: حضور دروس تعليم الكبار، قراءة كتاب صعب، حل الكلمات المتقاطعة وغيرها من المهام التي تعرض الدماغ الى تحديات جديدة.
تحذيرات مهمة بخصوص ألعاب تمارين الدماغ
هناك عدد كبير من ألعاب ومنتجات تمارين الدماغ التجارية في المتاجر، القليل منها خضع للفحص بالدراسات البحثية ولكن الأغلبية العظمى لم تخضع لأي فحص، ولا يمكن تعميم نتائج الدراسات التي أجريت على تمارين معينة على جميع تمارين الدماغ لأنها صممت لتحدي نوع أخر من وظائف الدماغ.
يجب على الناس الحذر إذا وجدوا منتجات تجارية تدعي انها يمكن ان تحمي من الخرف والزهايمر أو تأخرهما لان دليل على ذلك ليس كافيًا بعد. مؤخرًا تم تغريم أحد المزودين الرئيسيين لألعاب تمارين الدماغ التجارية بسبب الادعاء كاذب حول فوائد منتجهم.
المصادر:
https://www.alzheimers.org.uk/about-dementia/risk-factors-and-prevention/brain-training
https://mhanational.org/human-brain-101