لا بد بأنك قد سمعت مؤخرًا الكثير عن ما يسمى ” الصيام المتقطع ” ذاك المصطلح الذي بات يرمز إلى الحل الأسرع والأسهل لكل من يرغب بالتخلص من الوزن الزائد بعيدًا عن الحرمان من الطعام والبرامج الغذائية الصارمة .
ما هو الصيام المتقطع ؟
يعتبر الصيام المتقطع نمطًا غذائيًا وليس حمية غذائية حيث أن الحمية الغذائية تركز بالأساس على (ماذا وكم ستأكل؟) ، فيما يركز الصيام المتقطع على ” متى ستأكل ؟”.
في هذه الحالة يمكنك أن تأكل لساعات معينة من النهار ومن ثم تصوم لباقي الوقت.
من أهم أسباب زيادة الوزن هو تناول الوجبات في أوقات متأخرة من الليل نظرًا لنمط حياتنا الجديد.
ما هي طرق الصيام المتقطع ؟
هناك عدة طرق للصيام المتقطع، ومن أكثرها شيوعًا :
1- طريقة 8:16
حيث يمكنك تناول الطعام ويفضل أن يكون طعامًا صحيًا لمدة ثمان ساعات يوميًا لتمتنع بعدها عن الطعام لباقي ساعات اليوم.
أو يمكنك أن تختار جدول 18:6 كمستوى متقدم حيث تأكل لست ساعات فقط وتمتنع عن الطعام 18 ساعة الباقية.
2- طريقة الأيام بالتناوب
حيث تحدد يومين إلى ثلاثة أيام أسبوعيًا لتأكل فيها وجبة واحدة فقط ( 400 – 600 سعر حراري يوميًا ) وتستمتع بأسلوبك الغذائي المعتاد في باقي أيام الأسبوع.
إقرأ أيضا:الفوائد الصحية للصيام3-طريقة الصيام يوم في الأسبوع
صيام 24 ساعة يتبعها نظام غذائي صحي في ال 24 ساعة التالية، ويمكن شرب الماء والمشروبات الخالية من السعرات كالقهوة خلال الصيام ولكن يجب عدم تناول أي طعام.
وهنا يجدر بالذكر إلى أن الشخص قد يعاني بداية اتّباعه لهذا النمط الغذائي من ألم بالرأس وشعور بسيط بالدوار بسبب تناقص معدل السكر بالدم لكن ما يلبث الجسم إلا أن يعتاد على هذا الوضع الجديد لتختفي تلك الأعراض في الأيام اللاحقة، لذلك خلال فترة السماح بتناول الطعام يفضل أن تركز على تناول أغذية صحية غنية بالفيتامينات والمعادن والبروتين وكميات جيدة من الألياف ابتعد قدر الإمكان عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، ولا بد أن تتحكم قدر الإمكان بحجم وجباتك بحيث لا تزيد عن حاجة جسمك.
أما في أوقات الصيام فيمكن فقط تناول مشروبات لا تحتوي على السعرات الحراريه مثل الماء، القهوة، الشاي و المشروبات العشبية غير المحلاة .
كيف يساعد الصيام المتقطع على إنقاص الوزن ؟
يعتمد الجسم بشكل أساسي على سكر الجلوكوز للحصول على الطاقة اللازمة للقيام بعملياته الحيوية، حيث يضمن تناول الطعام بشكل مستمر يوميًا الحفاظ على استقرار مستويات الجلوكوز بالدم وبالتالي استهلاكه لإنتاج الطاقة اللازمة للجسم.
في حال تناول كميات تزيد عن حاجة الدم من الجلوكوز يقوم الجسم بتخزين الفائض داخل الخلايا على شكل دهون وذلك بمساعدة هرمون الأنسولين ( وهو الهرمون الذي ينتجه البنكرياس ليقوم بعملية ادخال سكر الجلوكوز الفائض عن حاجة الدم إلى داخل خلايا الجسم ).
إقرأ أيضا:الفوائد الصحية للصيامخلال فترة الصيام والامتناع عن تناول الطعام تبدأ مستويات جلوكوز الدم ومن بعدها الأنسولين بالانخفاض حتى تصل لحدها الأدنى بعد 12 ساعة على الأقل، ليبدأ الجسم حينها بالاتجاه لاستهلاك الدهون المخزنة داخل الخلايا كمصدر للطاقة، وذلك بتحويل الأحماض الدهنية ( وهي المادة الأساسية المكونة للدهون ) إلى مواد كيتونية تتحول فيما بعد إلى طاقة يستهلكها الجسم خلال القيام بالأنشطة اليومية، وتسمى هذه العملية “بالتبديل الأيضي ” وتعني التبديل من جلوكوز إلى كيتونات كمصدر أساسي للطاقة.
وهنا يجب الانتباه إلى ضرورة عدم زيادة فترات الصيام عن المذكور بالأعلى، حتى لا يبدأ الجسم برد فعل عكسي بتخزين كميات أكبر من الدهون داخل الخلايا خوفًا من المجاعة.
بالإضافة إلى أن للمواد الكيتونية تأثيرًا سلبيًا على صحة القلب والجسم على المستوى الطويل.
هل للصيام المتقطع فوائد أخرى ؟
وجدت الدراسات بأن للصيام المتقطع تأثيرًا على الجسم أكثر من كونه حمية لتخفيف الوزن فقط.
فالتغيرات الأيضية التي تحدث بالجسم تؤثر ايجابًا على صحة العقل والجسم وقد تضمن حياةً أطول فهي :
- تزيد من قوة الذاكرة والتركيز وتعزز من وظائف المخ .
- تحسن صحة القلب والقراءات الحيوية المرتبطة به.
- تحسن الأداء البدني وذلك بالحفاظ على الكتلة العضلية وعدم خسارتها خلال خسارة الوزن الزائد .
- تقلل خطر الإصابة بمرض السكري عن طريق خفض نسبة السكر بالدم و تحسين حساسية الخلايا للأنسولين .
- تزيد من سرعة التئام الجروح وذلك بالتحسين من صحة الأنسجة .
- تساعد على التخلص من السموم والخلايا التالفة مما يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
متى يجب تجنب الصيام المتقطع؟
بالرغم من كل تلك الفوائد إلا أن الصيام المتقطع قد لا يصلح لجميع الاشخاص فتطبيقه يعتبر خطرًا على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى والسكري والأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي مع اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية والشره المرضي، وكذلك الأمر بالنسبة للنساء الحوامل والمرضعات و الأطفال تحت سن 18 عام، ففي هذه الحالات لا بد من وجود إشراف طبي دقيق في حال الرغبة بإتباع الصيام المتقطع .
إقرأ أيضا:حمض الساليسلك آسيد والبشرةالحقيقة أن الدراسات والأبحاث ما زالت مستمرة حول تأثير هذا النمط الغذائي الجديد على الجسم وفعاليته والفرق بينه وبين الأنظمة الأخرى من حيث انقاص الوزن، لكن بشكل عام يمكن اعتبار الصيام المتقطع نمطًا غذائيًا صحيًا ودافعًا جيدًا للاتجاه للطعام الصحي والابتعاد عن الوجبات السريعة المنتشرة بكثرة بين الشباب في هذه الأيام، فوجود نشاط بدني معتدل وحمية صحية سهلة التطبيق كالصيام المتقطع قد يضمن لنا الحصول على أفضل النتائج بإذن الله.
1.https://familydoctor.org/intermittent-fasting/
2.https://www.hopkinsmedicine.org/health/wellness-and-prevention/intermittent-fasting-what-is-it-and-how-does-it-work
3.https://www.health.harvard.edu/heart-health/time-to-try-intermittent-fasting
4.https://www.health.harvard.edu/blog/intermittent-fasting-surprising-update-2018062914156
عن الكاتب
المراجع