ما هو مرض الفينيل كيتونيوريا؟
الفينيل كيتونيوريا: هو مرض وراثي نادر ناتج عن حدوث خلل في عملية أيض الحمض الأميني فينيل ألانين، والناتج من طفرة في الجين المسؤول عن تحويل الحمض الأميني فينيل ألانين إلى الحمض الأميني تيروسين والمهم في عملية إنتاج النواقل العصبية و تحويل الثيروكسين إلى الميلانين و غيرها من الوظائف.
إن هذا الخلل يؤدي إلى تراكم الفينيل ألانين في الدم مسببًا حدوث خلل في وظائف الدماغ، إن معظم المصابين بهذا المرض يعانون من إعاقة ذهنية إذا ما لم يتم التحكم بمستويات الفينيل ألانين غذائيًا عن طريق الحمية أو الأدوية.
أسباب مرض الفينيل كيتونيوريا:
ترجح أسباب مرض الفينيل كيتونيوريا إلى طفرة في الجين المسؤول عن تحويل الفينيل ألانين إلى التيروسين أو خلل في الأنزيم المساعد لهذه العملية الأيضية أو خلل في البروتين الذي يعمل كمحسّن للتفاعل. و جميع هذه الأسباب تؤدي إلى زيادة تركيز الفينيل ألانين في الدم؛ لتتجاوز المعدل الطبيعي للفينيل ألانين (30-90 mol/ Lµ).
ما هي أعراض الفينيل كيتونيوريا؟
إن أعراض زيادة الحمض الأميني الفينيل الأنين في الدم تتمثل ب:
- مشاكل حركية و سلوكية و نفسية.
- تدني في القدرات الذهنية.
- الصرع.
- نقص التصبغ في درجة لون البشرة و الشعر و العيون؛ نتيجة نقص كمية الميلانين.
- إكزيما.
- مشاكل في الرؤية.
- الخرف.
- تأخر في النمو.
اختبار الكشف عن مرض الفينيل كيتونيوريا:
أصبح اختبار الكشف عن الفينيل كيتونيوريا أحد أهم الفحوصات الروتينية التي تجرى للأطفال حديثي الولادة في كثير من البلدان، حيث يتم بعد 24 إلى 72 ساعة من ولادة الطفل، وذلك لتجنب حدوث مضاعفات كبيرة لدى الطفل، و للمحافظة على نموه بشكل سليم.
إقرأ أيضا:صداع الجانب الأيمن من الرأسيتمثل اختبار الكشف عن الفينيل كيتونيوريا في قياس كمية الفينيل ألانين و التيروسين في الدم؛ فإذا ما كانت كمية الفينيل ألانين مرتفعة في الدم سيقوم الطبيب بطلب العديد من الفحوصات المخبرية؛ لتأكيد التشخيص أو رفضه.
يتم إجراء فحص الكشف عن الفينيل كيتونيوريا في عدة طرق و أجهزة مخبرية و هي :
طريقة جوثري ‘Guthrie method’ :
تقوم طريقة جوثري على سحب قطرات من الدم من كعب الطفل ووضعها في ما يسمى ( Guthrie card)؛ و هي عبارة عن شرائح من الورق المرشح يوضع عليها قطرات الدم حتى تمتصها بشكل كامل ثم تزرع على أغار مخصص، و تتم ملاحظة نمو البكتيريا على الأغار بعد مدة زمنية.
للحصول على نتائج دقيقة، عادة ما يتم إجراء هذا الفحص بعد رضاعة الطفل القليل من الحليب الذي يحتوي على الفينيل ألانين، حيث أن الجسم لا يصنّع الفينيل ألانين؛ إنما يحصل عليه من مصادر غذائية خارجية كحليب الأم.
قياس الطيف الكتلي الترادفي ‘tandem mass spectrometry’ :
هو أداة تقوم على تحديد الخلل في العديد من مكونات العمليات الأيضية في الجسم مثل التيروسين و الفينيل ألانين.
من مميزات جهاز قياس الطيف الترادفي؛ إمكانية قياس كمية العديد من الأحماض الأمينية في وقت واحد على عكس طريقة جوثري و الفلورومتري التي تقيس كمية حمض أميني واحد.
إقرأ أيضا:الجنس أثناء الحملأصبحت هذه الطريقة أكثر استخدماً من طريقة جوثري في العديد من الدول، ولكنها محدودة الاستخدام في دول أخرى بسبب كلفتها العالية.
جهاز الفلورومتري ‘ fluorimetric method’ :
أضحى استخدام أجهزة الفلورومتري لقياس كميات المحاليل و المقاييس الكيميائية في الجسم أحد أكثر الاستخدامات شيوعاً و تفضيلاً في الكثير من المختبرات الطبية؛ و ذلك بسبب دقتها العالية و الحساسة في تحديد المقاييس الحيوية في الجسم حتى الضئيلة منها.
و لقد تم استخدام العديد من الطرق التي تقوم على مبدأ الفلورومتري في تشخيص مرض الفينيل كيتونيوريا منها:
-جهاز الفلورومتري SS؛ الذي يقوم على اختيار قطعة صغيرة من تسلسل المادة الوراثية (DNA) و تحديد الطفرة التي حدثت على الجين؛ لمعرفة سبب الفينيل كيتونيوريا.
-جهاز الفلورومتري NGS؛ يعمل على تشخيص الأطفال حديثي الولادة المصابون بخلل بإحدى العمليات الأيضية و يعتمد على اختيار تسلسل كامل من المادة الوراثية؛ لتحديد الطفرة التي حدثت.
4. الفحوصات الجزيئية :
عادة لا تكون الفحوصات الجزيئية ضرورية في تشخيص الفينيل كيتونيوريا، و لكنها تستخدم أحيانًا لتشخيص هذا المرض قبل ولادة الطفل وذلك في حال كان أحد الأبوين أو كلاهما يعاني من الفينيل كيتونيوريا أو أ أنهما حاملان جين الإصابة و لا تظهر عليهم أعراض المرض.
إقرأ أيضا:نتائج تحليل البول في المختبريتم ذلك عن طريق أخذ العينات من الجنين للتحليل بواسطة استخدام الطرق الجزيئية ومن هذه العينات:
- السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين في الرحم.
- أنسجة من جزء من المشيمة.
تأثير الرضاعة على مرض الفينيل كيتونيوريا:
تبدأ عملية التحكم بالمرض و مستوى الفينيل ألانين عند الأشخاص المصابين بالفينيل كيتونيوريا بوقت مبكر بعد الولادة.
نظراً لاحتواء حليب الأم على الفينيل ألانين فإن الرضاعة الطبيعية تمنع من الأم؛ و ذلك تجنباً لزيادة مستوى الفينيل ألانين في الدم، ولكن حديثاً ومع نصح العديد من الأطباء بالرضاعة الطبيعية تم التوصية بإعطاء الأطفال المصابين بهذا المرض حليب الأم بعد تعبئته في قارورات بعد حساب كمية الفينيل ألانين التي تم إعطائها للطفل بحيث لا تتجاوز الكميات المسموح بها.
طرق التحكم بالفينيل كيتونيوريا و علاجها:
بعد تأكيد الإصابة بمرض الفينيل كيتونيوريا يتم علاج المرض عن طريق اتباع حمية غذائية قليلة البروتين؛ و ذلك يعني تجنب المأكولات التي تحتوي على نسب عالية من البروتين مثل: البيض، واللحوم، والبقوليات، والأسماك، و قد يصف الطبيب لمريض الفينيل كيتونيوريا بعض المكملات الغذائية وأنواع معينة من الحليب الخالي من الفينيل الانين لتلبية التغذية الكافية للجسم، ويجب على المريض إتباع هذه الحمية طوال الحياة.
في حالات معينة قد يلجأ الطبيب إلى معالجة الفينيل كيتونيوريا عن طريق الأدوية.
1.https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8591558/
2.https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/33478143/
3.https://medlineplus.gov/lab-tests/phenylketonuria-pkuscreening/#:~:text=A%20PKU%20screening%20test%20is,milk%2C%20meats%2C%20and%20nuts.
عن الكاتب
المراجع