المحتويات
يعد جفاف العين أحد أكثر مشاكل العيون انتشاراً في العالم حيث يشكّل ما بين 5% إلى 34%، ويوجد العديد من العلاجات لجفاف العين تكمن أبرزها في تخفيف الأعراض المصاحبة للجفاف أو تجنب بعض الأسباب أو الظروف البيئية المساهمة في حدوثها.
ما المقصود بجفاف العين؟
جفاف العين هو اضطراب متعدد العوامل والأسباب التي تؤثر على طبقة الدمع في العين وعلى صحة وسلامة سطح العين ( قرنية وملتحمة العين) مما يُسبّب بدوره أعراض عدم راحة للشخص، والتي تؤثر سلباً على صحة العين وجودة النظر وعلى أداء الشخص وأعماله اليومية التي تتطلب تركيز النظر لفترات طويلة مثل: القراءة واستخدام الحاسوب وقيادة السيارة.
يلعب كل من سطح العين ( قرنية وملتحمة العين )، وغدة الدمع الرئيسية، والغدد الدمعية الإضافية، وغدة ميبوميان (المسؤولة عن إفراز طبقة الدهون للدمع) دوراً وظيفياً هاماً في الحفاظ على صحة سطح العين، لذا فإن أي خلل يصيب إحدى هذه الأجزاء أو جميعها يساهم في حدوث جفاف العين ويعرّضها للالتهابات.
هناك آليتان لإفراز الدموع في العين البشرية:
- إفراز الدموع للوقاية: دموع الوقاية تنتَج كل الوقت، وتهدف إلى إبقاء العين بحالة صحية ومريحة.
- ردًا على التحفيز: تكون بسبب دخول جسم غريب فيتم إفراز الدمع كردة فعل لحماية العين والتخلص من هذا الجسم.
من المثير للدهشة أن المرضى الذين يعانون من جفاف العين تكون أُولى الأعراض لديهم زيادة الدموع، بحيث إذا كان إفراز الدموع الأساسي منخفضًا، فإن غدة الدموع ترد بإفراز كمية زائدة من الدموع ( الإفراز الانعكاسي ) مما يسبب غزارة في الدمع لدى المريض الذي يعاني من جفاف العين.
إقرأ أيضا:الماء الأزرق على العينأنواع جفاف العين :
حتى نتمكن من فهم أكثر لأنواع جفاف العين سوف نتطرق لتوضيح مكونات الدموع وأهمية كل منها:
تتكون طبقة الدموع في العين من ثلاث مكونات رئيسية :
- طبقة الماء: حيث يتم إنتاج الماء الموجود في الدموع بواسطة غدد الدموع وهي الطبقة المساهمة في تغذية قرنية العين الشفافة والحفاظ على رطوبة سطح العين.
- الدهون: وهي الطبقة التي تفرزها غدة ميبوميان ووظيفتها منع تبخر الدموع، وتقليل الاحتكاك مع الجفون والذي يحدث أثناء الرمش.
- البروتينات المرتبطة بوحدات السكر (جليكوبروتينات): تنتجها خلايا خاصة في(الملتحمة)، وهي تساعد على التماسك بين الدموع وبين السطح الأمامي للعين فتحافظ على رطوبة سطح العين ومنعه من الجفاف.
تصنّف أنواع جفاف العين كنتيجة لـِ :
- قلة إفراز الدموع من الغدة الدمعية، وتشكل حوالي 10% من حالات جفاف العين.
- زيادة تبخر الدموع نتيجة لعدم كفاءة عمل غدة ميبوميان وتشكل ما يقارب 80% من حالات جفاف العين.
ما الأسباب التي تؤدي إلى جفاف العين ؟
هناك العديد من الأسباب المساهمة في جفاف العين:
1.تضرر أحد مكونات طبقة الدمع:
أي مشكلة تؤئر على جودة وكفاءة طبقة الدمع في العين تؤدي إلى مشكلة جفاف العين ومن أهمها: الاختلال الذي يصيب غدة ميبوميان المسؤولة عن إفراز طبقة الدهون في الدمع، والتي تؤدي بدورها إلى سرعة تبخّر الدمع وحدوث جفاف العين.
إقرأ أيضا:حساسية العين2. قلة الرمش وعدم انطباق فتحة الجفون بشكل كامل:
عملية الرمش الطبيعي تحدث بمعدل 15 رمشة في الدقيقة الواحدة والتي تحافظ على توزيع الدمع بشكل سليم على قرنية العين وترطيبها؛ ولذلك فإن أي عمل يتطلب تحديق لساعات طويلة مثل: استخدام الحاسوب أو القراءة يؤدي إلى تقليل عدد مرات الرمش وبالتالي يتسبب في جفاف العين.
أن اتساع فتحة الجفون وعدم انطباقها بشكل جيد يسبب تبخر الدموع، ويساهم في جفاف العين كما في حالات: شلل عصب الوجه المسؤول عن إغلاق الجفون.
3. تغيّرات هرمونية:
جفاف العين عادةً ما يكون أكثر شيوعاً لدى النساء خاصة في فترة ما بعد انقطاع الطمث، وذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه المرحلة.
التغيرات في مستوى هرموني الاستروجين والبروجستيرون بعد انقطاع الطمث تسبب في الأساس تغيرات في وظائف الغدد الدهنية في الجفون وتفاقم المشكلة.
4. استخدام العدسات اللاصقة:
بينت الدراسات أن جفاف العيون ينتشر في أوساط مستخدمي العدسات اللاصقة أكثر من غيرهم، حيث أن استخدام العدسات اللاصقة لفترات طويلة يساهم في تقليل حساسية قرنية العين وزيادة مشكلة الجفاف.
5. أدوية جفاف العين :
تساهم مجموعة من الأدوية في حدوث جفاف العين أو تفاقم الحالة الموجودة من الأصل، ومن الأمثلة على ذلك:
إقرأ أيضا:الماء الأزرق على العين- الأدوية المضادة للحساسية (مضادات الهيستامين).
- مدرات البول المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
- أدوية النوم.
- أدوية منع الحمل.
- مضادات الاكتئاب.
- مسكنات الألم.
6. عمليات تصحيح النّظر:
قد يحدث جفاف العيون عند بعض الأشخاص بعد عمليات تصحيح النظر، حيث يتم استخدام قطرات الدموع الاصطناعية خلال أول 3شهور من العملية تجنباً لحدوث جفاف العين أو المساهمة في تخفيفه.
ما هي أعراض جفاف العين ؟
- احمرار العين.
- حرقة العين.
- شعور وخز في العين.
- الشعور بوجود جسم غريب في العين.
- وجود إفرازات لزجة.
- غزارة في الدمع.
كيف يتم علاج جفاف العين ؟
يتمثل علاج جفاف العيون في تخفيف الأعراض والمساعدة على تحسين جودة النظر عند المرضى، ويساهم الكشف المبكر لمشكلة جفاف العين ومعرفة أسبابه في تسهيل التعامل معه ومعرفة العلاج المناسب، ويكمن ذلك من خلال :
1.بدائل الدموع ( الدموع الاصطناعية ) :
من الممكن الحصول عليها من الصيدليات ومراكز البصريات دون الحاجة لوصفة طبية، والتي قد تكون سائلة أو لزجة أو على شكل مرهم فالاختلاف في أنواع هذه القطرات تكمن في لزوجتها وتركيبها وطبيعة المادة الحافظة التي تحتويها.
إن تحديد ما يناسب من أنواع هذه القطرات والبدائل يعود إلى درجة الجفاف الحاصل في العين، فالدرجات البسيطة يُسيطَر عليها باستخدام قطرات مرطّبة سائلة، وعادةً ما تستخدم عدة مرات خلال اليوم نهاراً.
الحالات المزمنة قد تحتاج لقطرات ذات لزوجة أعلى وقريبة من المرهم والتي توضع ليلاً قبل وقت قصير من الذهاب إلى النوم ؛ حتى لا تتسبب في أي تشويش بالرؤية بسبب لزوجتها العالية، وبالتّالي تُحافظ على ترطيب سطح العين لأطول فترة ممكنة.
في بعض الحالات يحتاج الشخص إلى استخدام القطرات المرطبة طوال حياته أو تجنب أسباب الجفاف التي تفاقم المشكلة لديه.
2.قطرات السايكلوسبورين :
مثل: ريستاسيز والتي يتم وصفها من قبل طبيب العيون، تعمل على زيادة إفراز الدموع ويتم استخدامها للفترة المُوصَى بها من قبل طبيب العيون .
3.القطرات المضادة للإلتهاب:
نظراً لحدوث جفاف العَين بسبب تأثر أي من سطح العَين والغدد الدمعية وحدوث أي التهاب فقد يحتاج المريض الذي يعاني من جفاف متوسط إلى شديد بالإضافة لقطرات بدائل الدموع إلى قطرات مضادة للإلتهاب.
4. الحفاظ على صحة الجفن:
من خلال استخدام الكمادات الدافئة وعمل مساج بسيط على منابت الرموش، والتي تساعد على فتح الغدد الدّمعية الموجودة على سطح الجفن، وبالتالي تسمح بإفراز طبيعي للدهون وتحافظ على جودة طبقة الدمع في العين.
5.تعديل على البيئة المحيطة والتي قد تكون أحد أهم أسباب جفاف العين، مثلاً:
- عدم التّعرض المباشر لأنظمة التكييف أو التّدفئة.
- تقليل التعرض للدخان أو الرياح أو الغبار.
- تقليل وقت استخدام الحاسوب والهواتف المحمولة قدر الإمكان، وأخد استراحة كل 20 دقيقة لمدة 20 ثانية والنظر على بعد 20 قدم وهي ما تسمى بقاعدة 20/20
- شرب كميات وفيرة من المياه يومياً
- ارتداء النظارات الطبية الشمسية في الخارج وعدم التّعرض المُباشر لأشعة الشمس.
6.سدّاد قنوات تصريف الدمع:
تستخدم في بعض الحالات التي يكون سهولة انسياب الدمع من العين كبير أو وجود كمية بسيطة من الدمع، حيث يلجأ طبيب العيون إلى استخدام سدادة سيلكون في فتحة قناة تصريف الدمع وبالتالي تمنع خروج الدمع إلى منطقة الأنف وتحافظ على وجود الدموع في العين وترطيبها.
1.Elisabeth M Messmer. The Pathophysiology, Diagnosis, and Treatment of Dry Eye Disease. 2015 Jan; 112(5): 71–82. Published online 2015 Jan 30. doi: 10.3238/arztebl.2015.0071
2.The definition and classification of dry eye disease: report of the Definition and Classification Subcommittee of the International Dry Eye WorkShop .Ocul Surf. 2007 Apr; 5(2):75-92
3.Dry eye as a mucosal autoimmune disease.Stern ME, Schaumburg CS, Pflugfelder SC Int Rev Immunol. 2013 Feb; 32(1):19-41.
4.Distribution of aqueous-deficient and evaporative dry eye in a clinic-based patient cohort: a retrospective study.Lemp MA, Crews LA, Bron AJ, Foulks GN, Sullivan BDCornea. 2012 May; 31(5):472-8
5.The interblink interval in normal and dry eye subjects.Johnston PR, Rodriguez J, Lane KJ, Ousler G, Abelson MBClin Ophthalmol. 2013; 7():253-9.
6.The influence of gender on the ocular surface.Connor CG, Flockencier LL, Hall CWJ Am Optom Assoc. 1999 Mar; 70(3):182-6.
7. Pritchard N, Fonn D. Dehydration, lens movement and dryness ratings of hydrogel contact lenses. Ophthalmic Physiol Opt 1995;15:281-6
8. Dry eye in the elderly.Terry MA.Drugs Aging. 2001; 18(2):101-7.
9.Dry eye after refractive surgery.Ang RT, Dartt DA, Tsubota K Curr Opin Ophthalmol. 2001 Aug; 12(4):318-22.
10. Johnny L Gayton. Etiology, prevalence, and treatment of dry eye disease.Clin Ophthalmol. 2009; 3: 405–412.
11.The international workshop on meibomian gland dysfunction: report of the subcommittee on management and treatment of meibomian gland dysfunction.Geerling G, Tauber J, Baudouin C, Goto E, Matsumoto Y, O’Brien T, Rolando M, Tsubota K, Nichols KK Invest Ophthalmol Vis Sci. 2011 Mar 30; 52(4):2050-64.
12.The clinical efficacy of silicone punctal plug therapy.Tai MC, Cosar CB, Cohen EJ, Rapuano CJ, Laibson PR Cornea. 2002 Mar; 21(2):135-9.
عن الكاتب
المراجع