الأمراض

العلاقة بين امراض الكلى والقلب

هل تؤثر أمراض الكلى على القلب؟

من المعروف أن الكلى والقلب أعضاء حيوية في جسم الإنسان، و أي مرض بأي منهما يؤثر في صحة الجسم ككل، لكن هل أمراض الكلى تؤثر على القلب؟ وما العلاقة بين أمراض الكلى وأمراض القلب؟

يعاني أكثر من 800 مليون شخص على مستوى العالم من أمراض الكلى المزمنة، والتي تعد أحد عوامل الخطورة المعروفة  للإصابة بأمراض القلب فقد وجد الباحثون أن من تم تشخيصهم بأمراض الكلى الوعائية وأمراض الكلى المتعلقة بمرض السكري كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابه ب امراض القلب و الأوعية الدموية .

ما هو مرض الكلى المزمن و ما أثره على القلب ؟

يضخ القلب الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم، وعند وصوله إلى الكلى تعمل على فلترته والتخلص من السموم التي فيه، والتي تخرج في صورة بول. وكذلك تتحكم الكلى في كمية المياه والصوديوم في الجسم؛ إما بالزيادة أو النقصان حسب ما يمر به الجسم من تغييرات.

في بعض الأحيان ولأسباب عدة يمكن أن تتلف الكلى أو يتأثر تدفق الدم إليها، مما قد يؤثر على قدرة الكلية على أداء وظيفتها مؤقتاً أو لفترة طويلة فقد يتطور مرض الكلى ببطء وعلى مراحل مما يؤدي في نهاية الأمر إلى إصابة الأشخاص بمرض الكلى المزمن.

إقرأ أيضا:ما هي حرقة المعدة وكيف يمكن علاجها ؟

عادة ما يعاني الأشخاص المصابون امراض الكلى المزمنة من إرتفاع في ضغط الدم و تورم في الأرجل والأقدام نتيجة لأحتباس السوائل في الجسم بالإضافة إلى التعب العام وفقر الدم حيث تلعب الكلى دور مهم في تكوين خلايا الدم الحمراء، وقد يشعرون بحكة في الجسم وفقدان للشهية ويرون تغير في لون البول وكميته.

تشمل عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض الكلى المزمنة؛ مرض السكري وإرتفاع ضغط الدم والسمنة والعمر وبعض العوامل الوراثية وأي عدوى أو أمراض سابقة في الكلى.

يستخدم الطبيب تحاليل عدة لوظائف الكلى سواء كانت اختبارات للدم أو البول وربما قد يقوم بأخذ خزعة من الكلية لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من مرض مزمن في الكلى ولأي مرحلة قد تطور ولتحديد الخطة العلاجية أيضاً.

لماذا تعد أمراض الكلى المزمنة عوامل خطورة وسبب للإصابة بأمراض القلب؟

وفقًا للدكتور (Leo F Buckley) ، الباحث في قسم الصيدلة في مستشفى بريجهام والنساء والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة ، غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بأمراض الكلى المزمنة من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة ، وهي مخاطر معروفة جيدًا للإصابة بأمراض القلب.

 

وقد استخدم باكلي وفريقه في هذه الدراسة  أنسجة الكلى التي تم جمعها خلال الخزعات المحددة سريريًا من حوالي 600 بالغ من مجموعة خزعة الكلى في بوسطن حيث قام العلماء بالبحث عن أثر مرض الكلى على عينات الأنسجة مع العلم أن جميع المشاركين في الدراسة ليس لديهم أي تاريخ من أمراض القلب.

إقرأ أيضا:كيف يتم علاج متلازمة كوشينغ ؟

وأوضح باكلي أن “آثار أمراض الكلى هي تشوهات تحدث في أنسجة الكلى نفسها”. حيث تتم إزالة عينة صغيرة جدًا من أنسجة الكلى من خلال إبرة ليقوم أخصائي علم الأمراض  بتحديد التشوهات المختلفة في هذه العينة من نسيج الكلية.

“مقارنة  بمعظم الأبحاث الأخرى حول أمراض الكلى والقلب والتي تستخدم المؤشرات الحيوية للدم ووظائف الكلى والقلب، فإننا تمكنا من النظر مباشرة إلى الكلية نفسها ” يقول باكلي.

وكانت نتائج تلك الدراسة كالتالي؛

1- اكتشف الباحثون أنه على مدى 5.5 سنوات من المتابعة، أن أمراض القلب والأوعية الدموية بما في ذلك قصور القلب والسكتة الدماغية والنوبات القلبية والوفاة، قد أصابت في 126 مشاركًا في هذه الدراسة. و بعد إجراء مزيد من التحقيقات، وجد العلماء أن هناك نوعين محددين من تلف الكلى مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب:

الأول: تراكم إضافي للنفايات في نظام ترشيح الكلى.

الثاني: تصلب الشرايين الذي يعيق تدفق الدم بحرية في الأوعية الدموية للكلى.

2- وجد فريق البحث أن المشاركين في الدراسة الذين تم تشخيصهم بأمراض الكلى الوعائية وأمراض الكلى المتعلقة بمرض السكري بالإضافة إلى الأشخاص المصابين بمراحل متقدمة من أمراض الكلى المزمنة كانوا أكثر عرضة عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ بما في ذلك مرض الشريان التاجي وفشل القلب والسكتة الدماغية والموت.

إقرأ أيضا:كيف يتم علاج متلازمة كوشينغ ؟

كما تشير هذه الدراسة إلى أن  التغيرات المزمنة المرتبطة بتليف أنسجة الكلى وتصلب الشرايين في الأوعية الدقيقة التي تزود الكلى بالدم، تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والموت أكثر من الأسباب الأخرى لأمراض الكلى  كالتغيرات الالتهابية الحادة في الكلى المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية ، مثل التهاب الكلية الذئبة في المرضى الذين لم يكن لديهم أي تاريخ سابق من أمراض القلب.

الطرق التي تؤثر فيها أمراض الكلى المزمنة على القلب:

قصور الكلى يجبِر القلب على العمل بقوة أكبر لوصول كمية مناسبة من الدم إلى الكلى، كما أن أمراض الكلى تسبب تصلب الشرايين مما يسبب ارتفاع ضغط الدم؛ الأمر الذي يضع القلب أمام قوة مقاومة كبيرة؛ ما يجهد عضلة القلب وربما يتسبب في الإصابة بفشل عضلة القلب.

 

الخلاصة

القلب والكلى أعضاء حيوية مهمة في جسم الإنسان وأي مشكلة بأحدهما قد يتأثر الآخر، فعند تدهور مرض الكلى المزمن وإصابة المريض بالفشل الكلوي؛ يزداد خطر الموت من أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة أكبر بكثير من الموت بسبب الفشل الكلوي، حتى وإن كان المريض سيلجأ إلى الغسيل الدموي لفلترة الدم وتنقيته؛ فإن وفاته أيضًا في هذه المرحلة بسبب أمراض القلب يكون أكثر حدوثًا وأشد خطرًا.

عن الكاتب

د.حازم أبو محفوظ
+ posts
د.شذى محمد العموش
+ posts

المراجع[+]

السابق
التواء المبيض
التالي
تحسين الدورة الدموية

اترك تعليقاً